About me

اضطراب طيف التوحد: دليل الأدوية للوالدين

مقدمة 

ما هو اضطراب طيف التوحد؟

هو اضطراب نمائي يتميز بوجود تحديات في التواصل الاجتماعي، وسلوكيات نمطية وتكرارية ونمط من  الاهتمامات الثابتة، أو عدم المرونة، . تشمل تحديات التواصل صعوبة الفهم والاستجابة للإشارات الاجتماعية والتواصل غير اللفظي مثل الإيماءات ونبرة الصوت، مما قد يؤدي إلى صعوبات في تكوين أو الحفاظ على الصداقات. على الرغم من أن الأشخاص من ذوي  اضطراب طيف التوحد قد يرغبون في تكوين صداقات، إلا أن الصعوبات في فهم المعايير الاجتماعية أو تفسير اللغة وتعابير الوجه بشكل صحيح يمكن أن تعيق ذلك

في السنوات الأخيرة، أصبح من الواضح أن الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد، على الرغم من مشاركتهم بعض التحديات السلوكية، يمكن أن يكونوا مختلفين تمامًا عن بعضهم البعض. قد يكون البعض أذكياء جدًا، بينما البعض الآخر لديهم تحديات إدراكية. قد يمتلك البعض مفردات متقدمة وقد يتحدث البعض الآخر قليلًا جدًا أو لا يتحدثون على الإطلاق. وبالتالي، يمكن للأشخاص في نفس العائلة ا أو الذين يشتركون في نفس عامل (عوامل) الخطر الجيني أن ينتهي بهم الأمر بأعراض ونتائج مختلفة جدًا

لماذا يتم النظر في استخدام الأدوية في اضطراب طيف التوحد؟

غالبًا ما يصاحب اضطراب طيف التوحد مجموعة من الصعوبات التي يمكن أن تمثل تحدى كبير غير  أعراض اضطراب طيف التوحد نفسه. والتي يمكن أن نصفها بأنها تحديات عاطفية مثل القلق، وتقلب المزاج، والاندفاع، وفرط النشاط، ومشاكل النوم، وحتى العدوان وإيذاء النفس يمكن أن تحدث لدى بعض الأشخاص. تمامًا كما هو الحال بالنسبة للمشاكل الطبية الأخرى، قد تكون الأدوية مفيدة في علاج بعض هذه الصعوبات. يهدف استخدام الدواء في أغلب الأحيان إلى علاج أعراض هذه الحالات المصاحبة

من المعقول الجلوس مع خبير لمناقشة ما إذا كانت فكرة جيدة لتجربة الدواء لعلاج بعض الأعراض  لدى طفلك من ذوي  اضطراب طيف التوحد. على الرغم من أن أفضل نهج لمعالجة هذه الأعراض قد لا يشمل الأدوية، إلا أنه قد يكون من المفيد معرفة الخيارات المختلفة و/أو البدء في جمع معلومات حول تكرار وشدة السلوكيات التي قد تكون في النهاية أهدافًا للعلاج الدوائي

تقييم الأشخاص من ذوي إضطراب طيف التوحد ويظهرون مشاكل عاطفية أو سلوكية

عندما يظهر تحدٍ، فقد حان وقت التقييم. الخطوة الأولى في مساعدة الطفل من ذوي اضطراب طيف التوحد للحصول على مساعدة بشأن تحدٍ عاطفي أو سلوكي هي أن يتم تقييمه من قبل خبير أو فريق من الخبراء. نظرًا لأن العديد من العوامل قد تساهم في هذه المشاكل العاطفية والسلوكية لدى الطفل من ذوي التوحد

سيأخذ التقييم الشامل للمشاكل العاطفية أو السلوكية في الاعتبار الدور المحتمل للتواصل، وأداء الأسرة، والعوامل التي تساهم في السلوك أو تفاقمه، والصحة البدنية،  والعوامل الحسية، ومهارات الحياة اليومية. يجب أخذ قدرة الطفل على التواصل في الاعتبار ويمكن لأخصائي النطق واللغة إجراء تقييمات أكثر رسمية للغة وقدرات التواصل الاجتماعي.  وكذلك تقييم اضطرابات الصحة العقلية المصاحبة لدى الطفل مثل القلق أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. يمكن لإختصاصي علم النفس وغيرهم من الخبراء في السلوك تقييم العوامل التي قد تحافظ على السلوك (السلوكيات) الإشكالي أو تعززه، ويمكنهم استخدام تقنيات تحليل السلوك التطبيقي، كما هو موضح أدناه. يمكن لطبيب أو غيره من مقدمي الخدمات الطبية تقييم إمكانية وجود مشكلة طبية كامنة وراء الأعراض العاطفية أو السلوكية. أخيرًا، يمكن لأخصائي العلاج الوظيفي تقييم دور الحساسيات المفرطة أو الناقصة والتحديات في مهارات الحياة اليومية والمساعدة الذاتية، مثل ارتداء الملابس والاستحمام والأكل

ستراتيجيات العلاج غير الدوائي الأولية للتحديات العاطفية والسلوكية

تحليل السلوك التطبيقى

وفق ما يتضح من العديد من الدراسات البحثية أن تحليل السلوك التطبيقي فعال في معالجة السلوكيات الصعبة وغالبًا ما يقلل منها، بالإضافة إلى تعليم العديد من المهارات والروتينيات  غالبًا ما يكون لدى الآباء أسئلة حول كيفية عمل تحليل السلوك التطبيقى وكيف سيساعد طفلهنم

غالبًا ما يواجه الأطفال من ذوى اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعلم و تحليل السلوك التطبيقي هو نهج تعليمي وعلاجي يتضمن تقسيم المهام والمهارات إلى أصغر أجزائهاثم تدريسها ببطء مع تشجيع وتشكيل وتعزيز السلوكيات الوظيفية وتثبيط السلوكيات الضارة الغير مرغوبة . يركز تحليل السلوك التطبيقى على العلاقة بين سلوك  معين والعوامل التي كانت موجودة قبل السلوك ("المقدمات") ونتائج السلوك ("العواقب")

لقد نجح تحليل السلوك التطبيقى فى  مساعدة الأطفال على تحسين التواصل والأداء الأكاديمي والسلوك الاجتماعي ومهارات المعيشة التكيفية بالإضافة إلى معالجة سلوكيات إشكالية معينة

وسائل دعم التواصل

في حين أن الكلام هو الطريقة المفضلة للتواصل في مجتمعنا بشكل عام، لا يمكن لجميع الأطفال امن ذوي التوحد  استخدام الكلام بشكل فعال. بالنسبة للأطفال الذين لديهم قدرة محدودة أو غير موجودة على الكلام، تم تطوير طرق بديلة للتواصل و هي أدوات لمساعدة الأطفال على التواصل 

   نظام التواصل التبادلى بالصورة 

. انظام غير إلكتروني ثبت أنه يزيد من التواصل لدى الأطفال من ذوي التوحد وهو نظام  مبنى على تبادل الصور  حيث يستخدم الطفل الصور للتواصل و تشمل الأجهزة الإلكترونية المساعدة للتواصل أجهزة توليد الكلام والتي يمكن أن تنتج صوتًا إلكترونيًا يتواصل بالكلمات. تأتي هذه في شكلين رئيسيين، أجهزة مخصصة  أو برامج  يمكن استخدامها على أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو الأجهزة اللوحية أو الهواتف المحمولة. يمكن لأخصائيي  النطق واللغة تدريب الطفل  بنظام تواصل مساعد بعد تقييم دقيق للقدرات والاحتياجات وأهداف التواصل الفريدة للطفل. أظهرت الدراسات الأولية أن أجهزة التواصل المساعدة تحظى بشكل عام بشعبية لدى المستخدمين وقد تحسن التواصل الوظيفي لدى الأطفال من ذوي التوحد

   العلاج السلوكي المعرفى

العلاج السلوكي المعرفي: العلاج السلوكي المعرفي  هو نوع من العلاج النفسي يتم فيه تحدي الأفكار السلبية للشخص من أجل تقليل المشاعر والسلوكيات المزعجة المرتبطة بها.  هو "قائم على المشاكل"، مما يعني أنه يستخدم لمعالجة الاهتمامات المحددة للمريض. لقد ثبت أن العلاج السلوكي المعرفي علاج فعال للقلق لدى الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد عالي الأداء ، وقد يكون مفيدًا أيضًا في معالجة السلوكيات المدمرة، مثل العدوان، وفي تحسين المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل. عادة ما يتم تقديم العلاج السلوكي المعرفي من قبل معالج، ولكن يمكن للآباء والمعلمين أيضًا الوصول إلى الكتب أو أدلة العلاج السلوكي المعرفي المستندة إلى الويب

المهارات الاجتماعية/التدريب المعرفي الاجتماعي

المهارات الاجتماعية هي سلوكيات لفظية وغير لفظية ضرورية للتفاعلات الاجتماعية الإيجابية والفعالة، وتشمل التواصل البصري والابتسام وطرح الأسئلة والإجابة عليها. إن قيمة المهارات الاجتماعية المطورة موثقة جيدًا ويمكن أن تعزز الأداء الأكاديمي والصحة العقلية والنتائج التنموية الإيجابية. تم تصميم برامج التدريب على المهارات الاجتماعية لتعليم المهارات اللازمة للتنقل في البيئات الاجتماعية. هناك أيضًا أدلة أولية تدعم البرامج التي تعالج ضعف الإدراك الاجتماعي، مثل مساعدة الأطفال على تطوير مهارة فهم وجهة نظر الآخرين

مهارات الحياة

تقدم المهام التي لا حصر لها في الحياة اليومية - بما في ذلك ارتداء الملابس والاستحمام وأوقات الوجبات والواجبات المدرسية ووقت الفراغ واستخدام المرحاض والانتظار - العديد من الفرص للسلوك الصعب كل يوم. عندما يصبح الأطفال مراهقين وشبابًا بالغين، تشمل المهام الجديدة التي يجب تعلمها الاحتفاظ بالجداول الزمنية أو المواعيد الخاصة بهم، وطلب المساعدة، والعناية بممتلكاتهم، وإعداد وجبات الطعام، والتنقل في وسائل النقل، وتعلم مهنة. يمكن لأخصائي العلاج المهني  / الوظيفى  وغيرهم من مقدمي الخدمات المساعدة في إنشاء روتينات وتعليم هذه المهارات الحياتية. من خلال تقسيم المهام إلى أجزاء، وإنشاء مخططات مرئية تحدد الخطوات، وتقديم مكافآت لإكمال الخطوات، وتنفيذ هذه الخطة باستمرار، يمكن لمقدمي الرعاية تعليم الأطفال من ذوي إضطراب اضطراب طيف التوحد المهارات الحياتية. قبل محاولة إدارة السلوكيات الإشكالية بوسائل أخرى، يجب الأخذ  الاعتبار لما إذا كان الطفل لديه دعم كافٍ لتحقيق الأهداف المحددة له

التدخلات الحسية

تشمل الأسباب المحتملة للسلوك الصعب لدى الأطفال من ذوي التوحد  الاستجابات الحسية  المضطربة  أحيانا  قد يتجنب الأطفال المدخلات الحسية، بما في ذلك بعض القوام (الأطعمة اللينة، الملصقات الخشنة في الملابس)، أو الحركة المفرطة (المتاجر المزدحمة، شوارع المدينة المزدحمة)، أو الضوضاء (إنذارات الحريق، نباح الكلاب). قد يسعون أيضًا إلى تجارب حسية، مثل الدغدغة أو الضغط العميق، أو الحركة الأكثر تكرارًا وكثافة، مثل الركض أو التسلق أو الدوران في دوائر. يمكن أن يتسبب منع السلوكيات الحسية أو الساعية للحواس لدى الطفل في ضيق أو نوبات غضب. تشمل التدخلات للمشاكل المتعلقة بالحواس سترات مرجحة أو التأرجح أو جلسات منتظمة من القفز أو الارتداد وتطبيق الضغط العميق، خاصة على الكتفين. الأدلة على هذه التدخلات ليست مقنعة حتى الآن، ومع ذلك، بسبب مشاكل في طرق الدراسة وتصميم البحوث. يمكن لأخصائيي العلاج المهني تقييم النظام الحسي للطفل وتوجيه هذه التدخلات للمساعدة في معالجة العوامل الحسية

علاج المشاكل الطبية

قبل البدء في أي علاج لمشكلة سلوكية أو عاطفية في اضطراب طيف التوحد، يجب إيلاء الاعتبار لسبب طبي محتمل. يجب تحديد مدى التقييم الطبي بالتعاون مع مقدم خدمة طبي متخصص. قد يستدعي التغيير المفاجئ أو الجذري في السلوك إجراء تقييم أكثر شمولاً. لا تمثل المشاكل الطبية المذكورة هنا قائمة شاملة، ولكنها غالبًا ما تكون أسبابًا للمشاكل السلوكية لدى الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد

مشاكل النوم

موجودة لدى العديد من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد. يمكن أن يساهم عدم كفاية النوم بالتأكيد في المشاكل السلوكية ويجب مراعاته قبل أسباب أكثر ندرة. يجب معالجة أنماط النوم الغير منتظمة والغير صحية  في البداية بأنماط نوم صحية ، مثل إزالة التلفزيون وشاشات الفيديو من غرفة النوم، وتحديد وقت نوم محدد وروتين قبل النوم، وتعلم النوم بدون وجود أحد الوالدين

يمكن أن تساهم الآثار الجانبية للأدوية نفسها في السلوكيات الإشكالية. تشمل الآثار الجانبية المحتملة للأدوية التغيرات في النوم والتخدير وضبابية التفكير والإمساك والإثارة، من بين أمور أخرى

عندما يشعر  الطفل  بالألم، ولكنه غير قادر على التعبير بوضوح عن طبيعة أو مصدر وشدة الألم، فقد تحدث تغييرات سلوكية. على سبيل المثال، قد تسبب الصداع ضربات الرأس أو الضرب. قد تمر مشاكل الأسنان دون أن يلاحظها أحد إذا كان الطفل لن يسمح بفحص أسنانه. يمكن أن تؤدي الإصابات الجسدية إلى مستوى عالٍ من النشاط وعتبة ألم منخفضة

قد يحدث انزعاج معوي بسبب الإمساك أو الإسهال أو ارتداد الحمض أو الحساسية الغذائية أو أمراض الأمعاء الالتهابية. الإمساك هو إلى حد بعيد أكثر مشاكل الجهاز الهضمي شيوعًا لدى الأطفال ذوي التوحد ويجب دائمًا اعتباره مصدرًا محتملاً للمشاكل

التدخلات العائلية

تربية طفل من ذوي اضطراب طيف التوحد هي تجربة مرهقة يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة ورفاهية الوالدين والعائلات. يمكن أن توفر التدخلات التي تهدف إلى توفير الدعم والتعليم للعائلات التي لديها أطفال ذوى توحد  تقليل الإجهاد لتقليل التوتر في البيئة المنزلية، والذي بدوره قد يؤثر بشكل إيجابي على الأداء السلوكي للطفل. يجب أن يخطط العلاج الشامل إلى رفاهية وأداء الأسرة بأكملها. من خلال العلاج الأسري يمكن  خلق تفاعلات جديدة أو وعي يسلط الضوء على نقاط القوة والنجاحات في الأسرة. في الوقت نفسه تدريب  الوالدين وتمكينهم ببرامج تعزز العلاجات القائمة على المهارات. يجب تشجيع العائلات على التحدث مع العائلات الأخرى ومقدمي الخدمات بشأن خيارات العلاج المختلفة. يجب عليهم أيضًا اعتبار الاجتماع الأول مع معالج جديد بمثابة تقييم يتعلمون فيه ما يمكن تقديمه وما إذا كان هناك توافق جيد بين صعوبات الأسرة ومهارات المعالج

 

الدواء كأداة علاجية للتحديات العاطفية أو ا

الدواء كأداة علاجية للتحديات العاطفية أو السلوكية

بالإضافة إلى التدخلات الموضحة فى السابق، يعتبر الدواء أداة أخرى قد تلعب دورًا في علاج الطفلمن ذوي  اضطراب طيف التوحد. ومع ذلك، من المهم الاعتراف بأن الأدوية المستخدمة حاليًا لعلاج الأعراض والسلوكيات المرتبطة باضطراب طيف التوحد لم يثبت حتى الآن أنها تحسن السمات الأساسية للتوحد

بعبارة أخرى، لا يوجد دواء لعلاج التوحد نفسه

قد يوصى بالدواء لتقليل أعراض اضطراب عاطفي أو سلوكي  هذه الاضطرابات المصاحبة أكثر شيوعًا مما كان يعتقد، وتشمل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والقلق والاكتئاب، من بين أمور أخرى

الأعراض والنتائج التي تؤدي إلى هذه التشخيصات هي نفسها بالنسبة للأطفال غير المصابين باضطراب طيف التوحد، ولكنها قد تتطلب مختص لديه خبرة في اضطراب طيف التوحد للتعرف عليها

، قد يكون من الأسهل فهم بعض أسباب استخدام الأدوية لدى الأطفال من ذوي إضطراب طيف التوحد

إن استخدام الدواء في اضطراب طيف التوحد أمر شائع، لكن عدد الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد الذين يتم وصف الأدوية لهم أثار أيضًا مخاوف بين بعض الأطباء وأولياء الأمور. أفادت دراسة أجريت عام 2013 أن ما يقرب من ثلثي الأطفال من ذوي  إضطراب  طيف التوحد قد تم وصف دواء مؤثر عقلي لهم خلال فترة الدراسة التي استمرت ثلاث سنوات، وتم علاج واحد من كل سبعة أطفال بثلاثة أدوية أو أكثر في نفس الوقت

يتطلب الاستخدام المناسب للأدوية علاقة ثقة مستمرة بين الوالدين ومقدمي الخدمات، ومعلومات واضحة حول متى يجب استخدام الدواء ومتى لا يجب استخدامه لعلاج الأعراض لدى الأطفال من ذوي إاضطراب طيف التوحد

عندما يكون لدى الوالدين أسئلة حول استخدام الأدوية في أطفالهم، يجب عليهم طلب المشورة من متخصص لديه تدريب في اضطراب طيف التوحد. غالبًا ما يرى أطباء الأطفال المعتمدون من البورد وأطباء الأسرة العديد من الأطفالمن ذوي إضطراب طيف التوحد، وفي كثير من الأحيان يمكنهم التوصية بدواء مناسب للأعراض

يشمل الآخرون الذين لديهم تدريب أكثر تخصصًا أطباء نفسيين للأطفال والمراهقين، وأطباء أعصاب للأطفال، وأطباء الأطفال النمائيين والسلوكيين. يجب أن يشعر الآباء بالحرية في سؤال الأطباء عن مستوى تدريبهم وخبرتهم في علاج الأطفال من ذوي  اضطراب طيف التوحد، وما إذا كانوا يشعرون بالراحة في وصف الأدوية، أو إذا كانوا يفضلون طلب المشورة من مقدمي الخدمات الأكثر تخصصًا أو خبرة

العوامل المهمة التي يجب مراعاتها في علاج الدواء

 

الموافقة المستنيرة

يجب أن تشرح مناقشة واضحة وشاملة بين الوالد أو الوصي والطبيب التشخيص والأعراض وخيارات العلاج غير الدوائية والمدة المتوقعة للعلاج. بالنسبة للطفل أو المراهق الذي يتناول الدواء، يمكن للطبيب الحصول على إذنه من خلال تقديم معلومات حول سبب تناوله للدواء والأعراض التي يهدف الدواء إلى علاجها. يجب أن تجري هذه المناقشات ليس فقط في بداية العلاج الدوائي، ولكن يجب أن تكون مستمرة، بحيث يمكن تعديل العلاج لتلبية احتياجات الطفل مع ظهور المشكلات وتغير الأعراض

المخاطر والفوائد المتوقعة

تشمل المخاطر الآثار الجانبية المعروفة من ملصق المنتج (إذا تم دراستها في الأطفال والمراهقين)، والآثار الجانبية للاستخدام لدى البالغين (قد يكون لها آثار جانبية مختلفة عن الشباب)، والبحوث المنشورة، وتجربة الطبيب المعالج مع الدواء. ستكون الفوائد المتوقعة هي تقليل الأعراض المستهدفة. إذا كان الدواء فعالاً في تقليل الأعراض المستهدفة، فقد تنشأ فوائد أخرى، بما في ذلك تحسين الأداء في المدرسة، ومع الأقران، وفي المنزل.

ما هو الدواء الذي سينجح؟

التجارب الدوائية هي بالضبط ذلك - تجارب. ليس لدى الأطباء معلومات كافية للتنبؤ بالدواء الذي سيكون الخيار الأفضل لكل طفل على حدة. التجربة الدوائية هي فترة محدودة زمنياً لاختبار دواء لطفل معين. يبدأ معظم الأطباء بجرعة منخفضة لتقليل الآثار الجانبية وزيادة الجرعة ببطء إلى جرعة مستهدفة بناءً على عمر الطفل ووزنه واستجابته. بمجرد الوصول إلى الجرعة المستهدفة أو الجرعة القصوى المسموح بها، بالنسبة للعديد من الأدوية، سينتظر الطبيب بعد ذلك من أربعة إلى ثمانية أسابيع حتى يظهر التأثير الكامل. إذا لم يستفد الطفل بعد تلك الفترة الزمنية، فقد حان الوقت لإعادة تقييم الموقف، وتقليل الدواء غير الفعال، والتفكير في بدء الطفل بدواء بديل

مستوى الأدلة التي تدعم استخدام دواء معين لمشكلة معينة

عند التفكير في الدواء الذي يجب استخدامه لمجموعة معينة من الأعراض، يمكن للأطباء والعائلات الرجوع إلى عدة مصادر للمعلومات حول الفعالية، بما في ذلك الجدول المقدم في نهاية هذا الدليل. تمت الموافقة على دواءين من قبل إدارة الغذاء والدواء لعلاج الغضب في التوحد: أريبيبرازول وريسبيريدون. ربما تمت دراسة أدوية أخرى في الأصل في الشباب أو البالغين دون التوحد

فهم الاستخدامات "غير المصرح بها" للدواء

عندما توافق إدارة الغذاء والدواء على دواء ما، فإنها تسمح لشركة الأدوية بالإعلان عن هذا الدواء لغرض معين. عندما لا تتم الموافقة على دواء من قبل إدارة الغذاء والدواء لغرض سريري معين، فإنه يسمى "غير مصرح به". هناك العديد من الأدوية غير المصرح بها التي يستخدمها الأطباء لعلاج المشاكل المرتبطة باضطراب طيف التوحد. يجب أن يشرح الطبيب للوالد أو الوصي ما إذا كان الدواء غير مصرح به أم لا. هذا لا يعني أنه لا ينبغي وصف الدواء ولكن يجب أن يعتمد قرار استخدام دواء معين على البحث المتاح، ولكن عندما يكون البحث محدودًا، فقد يعتمد على الأدلة من الدراسات التي أجريت على الأطفال أو البالغين غير ذوى اضطراب طيف التوحد والحكم السريري

الجرعة المناسبة وطول فترة التجربة الدوائية

من المهم التحدث مع مقدم الرعاية لطفلك حول المدة التي يجب أن تبقى فيها على دواء ما. قد يبدأ مفعول بعض الأدوية في وقت أقرب من غيرها. على سبيل المثال، قد تبدأ الأدوية المنبهة مثل ميثيل فينيديت في العمل بسرعة كبيرة مقارنة بمثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية  مثل سيتالوبرام أو فلوكستين أو سيرترالين، والتي قد تستغرق عدة أسابيع حتى يبدأ مفعولها. في حين أنه قد يكون من الصعب التنبؤ بالمدة الزمنية للعلاج المطلوبة، إلا أن معالجة هذا الموضوع يمكن أن تكون مفيدة وبناء  على تفاهم بين الطبيب والعائلة

فهم تأثيرات الدواء الوهمي

بشكل عام، يرغب الأطباء والعائلات الذين يتم علاج أطفالهم بالدواء  في أن تكون الأدوية مفيدة وأن يكون لها استجابة إيجابية. هذا رد فعل طبيعي. من المهم أن نفهم أنه حتى في الدراسات الدوائية الكبيرة والمصممة جيدًا، حيث لا تعرف العائلات والأطباء ما إذا كان الطفل يتلقى دواءً نشطًا أو دواءً وهميًا (حبوب سكر غير نشطة)، فإن واحدًا من كل ثلاثة أو أربعة ممن يتلقون دواءً وهميًا سيبلغون عن تحسن كبير مرتبط بالعلاج. من الواضح أن هذا التأثير الوهمي يمكن أن يجعل من الصعب فهم ما إذا كان الدواء يوفر فائدة سريرية حقيقية. نظرًا لهذه الحقيقة، من المهم محاولة أن تكون موضوعيًا قدر الإمكان عند تقييم تأثير الدواء على طفلك. في بعض الأحيان قد يكون من المفيد تلقي مدخلات من الآخرين الذين يعرفون طفلك، مثل المعلمين أو المعالجين أو أفراد الأسرة الآخرين. في بعض الأحيان، ستسأل العائلات عما إذا كان يجب عليهم إبلاغ مديري المدارس أو المعلمين بشأن تغيير الدواء. تم تصميم هذا السؤال الشائع لزيادة قوة التقييم الموضوعي أو غير المتحيز. اعتمادًا على الدواء والحاجة إلى قيام الآخرين بمراقبة الطفل بحثًا عن آثار جانبية، يمكن النظر في هذا الخيار. قد يطلب بعض الأطباء من الوالدين أو مقدمي الرعاية أو المعلم إكمال مقاييس تقييم موحدة لقياس التغييرات

متى تتوقف عن تناول الدواء

أولاً، من المستحسن عمومًا مناقشة إيقاف الدواء مع الطبيب قبل القيام بذلك. هذا مهم لأن بعض الأدوية قد تتطلب خفض الجرعة على مراحل تدريجية لتجنب الآثار الانسحابية المحتملة. من المهم أيضًا إجراء حوار مفتوح مع طبيبك حول المعايير التي سيتم استخدامها لتحديد النجاح ومتى يجب إيقاف الدواء. قبل البدء في دواء جديد، من المهم للعائلات أن تفهم الأعراض و/أو السلوكيات التي يأمل الطبيب في تخفيفها باستخدام الدواء. يمكن للعائلات اتخاذ نهج فردي لتعريف "النجاح" استجابة للدواء، ومناقشة ذلك مع الطبيب في وقت بدء الدواء وفي زيارات المتابعة. قد تكون هناك أسباب عديدة لإيقاف الدواء: قد يكون للدواء آثار ضارة على الطفل، وقد لا تستجيب أعراض الطفل للدواء، أو قد لا تتمكن عائلة الطفل من تحمل تكلفة الدواء. يعد إيقاف الدواء قرارًا شخصيًا يتم اتخاذه على أفضل وجه بالتشاور مع الطبيب

الجمع بين العلاج الدوائي مع أشكال العلاج الأخرى

نحن نعلم أن الجمع بين الأدوية لعلاج المشاكل السلوكية والتدخلات مثل العلاجات المهنية والكلامية والجسدية والسلوكية قد يوفر أفضل فرصة لبعض المرضى والعائلات لتحقيق أفضل النتائج. من النادر أن تجد أن استخدام الدواء يحل تمامًا محل الحاجة إلى أنواع أخرى من العلاجات. في كثير من الحالات، قد يزيد الاستخدام الفعال للأدوية من الفوائد التي يتلقاها الأشخاص من ذوي اضطراب طيف التوحد من أنواع العلاج الأخرى

  مشاركة المعلومات حول استخدام جميع العلاجات الطبيعية و/أو البديلة مع طبيب طفلك

يمكن أن تتفاعل بعض المكملات والعلاجات البديلة مع الأدوية الموصوفة. على سبيل المثال، قد يكون لنبتة سانت جون، التي يتناولها بعض الأشخاص كعلاج طبيعي لتخفيف أعراض الاكتئاب، تفاعل سلبي مع الأدوية المثبطة لاسترداد السيروتونين الانتقائية  الموصوفة. بالنظر إلى هذه الحقيقة، فمن الضروري تقديم قائمة كاملة بالمكملات والعلاجات البديلة الأخرى التي قد يتلقاها طفلك إلى طبيبه المعالج لزيادة السلامة والفعالية

ماذا لو فشلت الأدوية؟

اضطراب طيف التوحد هو اضطراب معقد يمكن أن يكون علاجه صعبًا. إذا فشل الدواء، فقد حان الوقت لإعادة تقييم المشكلة ومعرفة ما إذا كان هناك تفسير أو علاج أو دواء بديل قد يكون مفيدًا. إذا لم تتحسن أعراض الطفل بعد أدوية متعددة وتجارب علاجية أخرى، فقد يتم النظر في خيارات أخرى، خاصة إذا كانت السلوكيات العدوانية و/أو إيذاء النفس الشديدة تشكل تهديدًا للطفل أو للآخرين

هناك ما يقرب من 10 وحدات متخصصة في مستشفى الطب النفسي للأطفال في الولايات المتحدة. تستخدم هذه الوحدات النفسية المتخصصة للأطفال والمراهقين ذوي الإعاقات التنموية عادةً نهجًا متعدد الأوجه يجمع بين الأدوية والعلاج السلوكي مع استراتيجيات التواصل والعلاج المهني. على الرغم من أن قوائم الانتظار لهذه الوحدات قد تكون طويلة، إلا أن هناك أدلة أولية على أن مثل هذا النهج المكثف يمكن أن يكون مفيدًا. هناك أيضًا العديد من برامج العلاج النهاري والمدارس المتخصصة وبرامج العلاج السكني التي تركز على الأطفال ذوي الإعاقات التنموية والتحديات العاطفية والسلوكية. في حين أن الأدلة على فعالية هذه البرامج غير متوفرة بشكل عام، فمن المرجح أن تكون البرامج التي تستخدم ممارسات قائمة على الأدلة، مثل تحليل السلوك التطبيقي والتي تتخذ نهجًا متعدد التخصصات مفيدة

هل هناك علاجات لا ينبغي استخدامها؟

تم إعطاء ما يقرب من ثلاثة أرباع الأطفال المصابين بالتوحد علاجات بديلة. على الرغم من وجود القليل من الأدلة التي تدعم الغالبية العظمى من العلاجات البديلة (باستثناء الميلاتونين للنوم)، فإن العديد من هذه العلاجات الشائعة، مثل النظام الغذائي أو الفيتامينات، غير ضارة نسبيًا. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن أي علاج يتطلب دائمًا جهدًا ونفقة، ويستهلك موارد يمكن استخدامها لعلاجات أكثر استنادًا إلى الأدلة. ومع ذلك، هناك بعض العلاجات التي لا ينبغي للآباء التفكير فيها. هذه العلاجات ليست فعالة فحسب وليست مكلفة، ولكنها قد تشكل مخاطر صحية جسيمة على الطفل

 

 

Autism Spectrum Disorder Parents Medication Guide Pdf
PDF – 1.4 MB 7 downloads

بيان السياسة بشأن الإضطرابات النفسية المصاحبة لاضطرابات طيف التوحد والاضطرابات النمائية الصادر عن الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمراهقين 

خلفية

لدى الأفراد من ذوي إضطراب طيف التوحد واضطراب النمو العقلي  معدلات أعلى من الإضطرابات النفسية المصاحبة مقارنة ببقية أفراد المجتمع بشكل عام. وترتبط هذه الحالات، التي تشمل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، والقلق، والذهان، واضطرابات المزاج، واضطرابات تعاطي المخدرات، والسلوك الانتحاري، والذهول، وغيرها، بارتفاع معدلات الأزمات الصحية العقلية، وزيارات أقسام الطوارئ، والاستشفاء النفسي للمرضى الداخليين، والإقامة الأكثر تقييدً

 

واجه الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط والإضطرابات النفسية المصاحبة له فجوات صحية كبيرة في كل من الرعاية السريرية والبحث، مما أدى إلى نتائج سلبية وانخفاض جودة الحياة.

ومن وجهة نظر سريرية، هناك خدمات محدودة للصحة العقلية لهذه المجموعة بسبب سياسات القبول التقييدية في العيادات ووحدات الطب النفسي للمرضى الداخليين، والتدريب غير الأمثل للأطباء في إدارة هذه الحالات، والنقص العام في مقدمي الخدمات ذوي المعرفة والمهارة.

وقد أدى الافتقار إلى خدمات الصحة العقلية لهذه المجموعة إلى معاناة غير مبررة للمرضى وأسرهم. ومن وجهة نظر بحثية، غالبًا ما يتم استبعاد الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط من دراسات الأمراض النفسية لدى الأطفال في .

ويتجاهل هذا النهج الأمراض النفسية المصاحبة في العالم الحقيقي لدى الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط ويديم قاعدة أدلة ضعيفة لتشخيص وعلاج الحالات النفسية المصاحبة في هذه المجموعة.

وبشكل جماعي، فإن محدودية الوصول إلى خدمات الصحة العقلية وتوافر علاجات الصحة العقلية القائمة على الأدلة للأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الفكري، إلى جانب فجوات التدريب المهني، قد ترك الأطباء مع إرشادات غير كافية لمعالجة الحالات النفسية المصاحبة في هذه المجموعةد

إن استبعاد الأفراد من ذوي اضطرابات طيف التوحد أو اضطراب النمو العقلي من الرعاية السريرية والبحث العلمي لا يتوافق مع المبدأ الأخلاقي للعدالة، والذي ينص على أنه ينبغي تطبيق الفوائد المحتملة للعلاج أو البحث على قدم المساواة

من أجل تحسين إعدادات الرعاية التقليدية لتلبية الاحتياجات السريرية الفريدة للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الذهني ودعم إدراج الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الذهني في دراسات أبحاث الأمراض النفسية لدى الأطفال، توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمراهقين بما يلي

  • يستثمر صناع السياسات والمرافق الصحية في جعل الخدمات السريرية أكثر شمولاً للأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد واضطراب النمو العقلي لتقليل التفاوتات في الرعاية الصحية
  • يجب أن تكون معايير الجودة مثل "التركيز على الرعاية المستنيرة بالتطور" مكونًا أساسيًا للنماذج التي تركز على المريض من قبل وكالات الاعتماد
  • يجب تدوين متطلبات التدريب في معالجة كل من السمات الأساسية للنمو العصبي لاضطرابات طيف التوحد/اضطرابات النمو المعرفي والحالات المصاحبة في إرشادات البرنامج لجميع مقدمي خدمات الصحة العقلية
  • يجب إدراج الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الذهني طوال فترة حياتهم في دراسات بحثية حول علاج الصحة العقلية لتعزيز تطوير قاعدة أدلة لعلاج الأفراد من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الذهني
  • تمول الوكالات الحكومية الفيدرالية وحكومات الولايات المنح والمكملات التي تروج للأبحاث التي تتناول المشاركين من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الذهني من جميع الأعمار في دراسات علاجات الصحة العقلية. ومن شأن التمويل الإضافي أن يسمح بالفحص والتقييم المناسبين لاضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الذهني والإبلاغ الروتيني عن شدة اضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الذهني في المعلومات الديموغرافية. ومن شأن هذا التمويل أن يمكن من تبادل البيانات بين مجموعات البحث للوصول إلى الاستنتاجات من عدد كبير بما فيه الكفاية من المشاركين من ذوي اضطراب طيف التوحد/اضطراب النمو الذهني
 

 

تعمل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال والمراهقين على تعزيز النمو الصحي للأطفال والمراهقين والأسر من خلال الدعوة والتعليم والبحث. ويُعد أطباء طب الأطفال والمراهقين من أبرز الأطباء المتخصصين في الصحة العقلية للأطفال.

تمت الموافقة عليها من قبل المجلس في يناير 2025

 
 
 

 

 

 
 
 

 

Contact us for more information

If you have any questions or need assistance, feel free to reach out to us. We are here to help.